بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 7 يونيو 2016

استفد من التعلم الذاتي وعش حياة أكثر قيمة وإبداعًا

أهلاً بكم في عصر الابتكار، فعندما تنظر لكل ما حولك تجد أن العالم أصبح في حاجة ملحة للمبدعين أكثر من أي وقت مضى. ليس الابتكار على مستوى الأفراد، بل الشركات والمؤسسات والمدن، وحتى الإنسان أصبح مهددًا إن لم يكن مُبتكرا.
وفي عصر من المتوقع فيه أن تحل أجهزة الكمبيوتر والروبوتات 45% من وظائف الإنسان، في العقود القليلة الماضية؛ لتترك للإنسان الأعمال الأكثر تحديًا للعقل البشري، والتي تتطلب مستويات أعلى من الإبداع لحلها، مثل أزمة المياة والغذاء وتغير المناخ، وعدم المساواة بين البشر، فمما لا شك فيه أن الروبورتات لن تستطيع حل تلك المعضلات.
ورغم أن التحدي كبير بين الإنسان والآلة، إلا أن الإنسان قادر وبجدارة على اجتياز هذه المهمة.
ففي عصر أصبح التعليم مجانيًا تمامًا، من خلال الكورسات المتاحة عبر الإنترنت بالطبع، والذي يوفر لنا بيئة تعليمية متحركة، تصبح التكنولوجيا صديقة الإنسان التي تمهد له السبل نحو الإبداع، والتواصل الاجتماعي مع غيره من المبدعين المتخصصين في مجاله، وكذلك توفر له دخلًا اقتصادياً، حيث أعمال كثيرة قد أصبحت متاحة عبر الإنترنت، لا تتطلب منك سوى إتقان تلك المهارة، وإنترنت بالمنزل.
لكي تصل إلى هذه الحالة من الإبداع في عملك أو طموحك أو شغفك، ولكي تعيش حياة أكثر قيمة تتعلم فيه شيئًا جديدًا كل يوم، فأنت بحاجة لمعرفة بعض الأشياء التي ستساعدك وهي:

علّم نفسك

تخلّص من هذه الفكرة التي نشأت عليها، وهي أن الإبداع مقتصر على النخبة فحسب، أو شيء مُنح لبعض الناس دونًا عن غيرهم، هذه معتقدات خاطئة تمامًا. التفكير الإبداعي جزء من طبيعة العقل البشري ووظيفته.. أي عقل بشري يستطيع أن يفكر ويبدع ويسأل أسئلة غير تقليدية ويبحث عن أجوبة. أنت بحاجة فقط لأن تؤمن بنفسك وقدراتك وتتمكن من أدواتك جيدًا وتؤهل نفسك للإبداع.
الإنسان يبدع عندما يتعلم ويعمل الشيء الذي يحبه ويستمتع بعمله، ابحث عن شفغك وحدد هدفك، وتعلم كل شيء عنه، حبك لِما تتعلّمه سيدفعك للبحث عن المزيد والغوص في أعماقه وطرح الأسئلة غير المعتادة والبحث عن حلول لمشكلات قائمة منذ الأزل.
ستجد على الإنترنت مجموعة هائلة من الكورسات التي ستساعدك في أي مجال تريده، ومعظم هذه الكورسات مجانية تمامًا. حدد لنفسك وقتًا لتعلم ما تحب، وستشعر أنك تمارس لُعبة ممتعًا للغاية لن تمل منها، وفي النهاية ستكتسب مهارة جديدة، وربما حصلت على وظيفة أعمالك أو أنجزت مشروعًا خاصا أو صرت ماهرًا في شيء مطلوب في السوق.. فأي شيء أفضل من هذا؟

صادِق المبدعين

مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ولينكد إن.. لماذا لا تستغلها الاستغلال الأمثل بدلًا من إضاعة الوقت في صفحات لا فائدة حقيقية منها.
إذا أردت أن تعيش حياة أكثر حيوية وذات معنى، فلا أفضل من إحاطة نفسك بالأشخاص الذين يشاركونك نفس الشغف والاهتمامات، ويقدرون جيدًا ما تقوم به. وجودهم حولك سيدعمك ويبقيك دائما على طريقك، ستشعر أنك ليس وحدك في هذا العالم، سيلهمونك بالأفكار الجيدة، وسيشكلون دفعة قوية لعملك.
شاركهم بالمناقشات واحضر معهم الندوات والمؤتمرات ولا تكتفي بمعرفة سطحية عبر الإنترنت، عرفهم بنفسك وتعلم منهم. هم أيضًا يبحثون عن أمثالك ومن يشاركهم نفس الاهتمام ويشاركونه علمهم وخبرتهم.

قوّة مواقع التواصل الاجتماعي

مع مواقع التواصل الاجتماعي أصبح تسويقك لنفسك أو لمنتجك أسهل من 20 ساعة مضت، حيث كان على الناس إنفاق الكثير من الأموال والانتظار حتى يكتمل المنتج النهائي تمامًا ليراه الناس، ولم يكن الكثيرون يروه أيضًا، بسبب قنوات التسويق المحدودة.
لكن في هذه الأيام تستطيع أن تشارك الآخرين تفاصيل مشروعك أو منتجك أو حتى أعمالك الخاصة قبل أن تخرج من النور. بإمكانهم الآن أن يروا الجهد المبذول في كل مرحلة وأن تضمن أن تسوق لنفسك جيدًا سواء كنت صاحب مشروع أو تتعلم مهارة ما، لا يهم أن تتقنها حتى يدرك الآخرون أنك في طريقك لذلك، أن يعرفوا شغفك بالتعليم وإصرارك عليه هو نقطة قوة في حد ذاتها.
إذا كنت ماهرًا في البرمجة أو التسويق مثلًا، كن مرجعًا لآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث عن آخر المستجدات فيها، آخر مقال أعجبك، قدم النصائح، وهكذا.
فالأهم من أن تمتك مهارة معينة، هو أن تسوّق لنفسك جيدًا، خاصة إذا كنت تمتلك أدوات التسويق وأنت جالس مكانك في بيتك وبدون أي تكلفة.

لا تكن أنانيًا

عندما تتعلم أي شيء فأنت تتعلمه من خبرات وتجارب من سبقوك، هؤلاء الذين لم يبخلوا عليك بالنصيحة أو الكورسات التعليمية المجانية. يتجه العالم الآن إلى مشاركة المعلومات وإتاحتها بدون مقابل تمامًا، فعندما تكون شخصًا مبدعًا تفكر خارج الصندوق، فأنت ستكون حريص على خلق مجتمع من المبدعين القادرين على تحويل هذا العالم لمكان أفضل.
فالمُبدع هو شخص يقدم الحلول والابتكارات للعالم وبدون مشاركة أو تغيير للأشخاص والمجتمعات يصبح بلا معنى ويفقد قيمته. انظر حولك لجميع العباقرة الذين أحدثوا تغييرًا جذريًا في حياة البشرية.. هل احتفظ أحد منهم بعلمه لنفسه؟
إذا كنت تتعلم مهارة معينة، فعلمها لغيرك، ساعدهم على الوصول وأضح لهم الطريق. تعليم غيرك أيضًا سيعود عليك بالنفع لأنه سيثبت المعلومة في رأسك، وكذلك سيوطد علاقاتك الاجتماعية بالأشخاص الذين يشبهونك ولديهم الحماس مثلك.

وأخيرًا جميع الخطوات السابقة تعني أن لديك شغف تتبعه، أما إذا عالقا في تلك الحالة.. لا تعرف ما تريده في الحياة ولا تحب شيئًا محددًا بهذه الدرجة التي تجعلك تُكرِّس حياتك من أجله؛ ففي تلك الحالة قد تفقد الأمل تماما وتتوقف عن البحث، وهذا معناه أنك ستظل في مكانك للأبد.
الشغف ليس وظيفة وليس مهارة أو مهنة، هو تلك الطاقة الخفية التي تجعلك مستمتعًا بما تفعل، وتشعل في قلبك الحماس له. وعندما تعثر على شغفك لن تتوقف عن التعلم والعمل وكذلك الإبداع، لأنك ستستمتع بكل لحظة تمر عليك وأنت منهمك فيما تفعل.
لكن على قدر ما يكون الشغف مهمًا وممتعًا جدًا؛ فالحصول على هذه المتعة تستلزم منك الصبر والتجريب، وعندما تلتقط شرارة تلك الشعلة التي توقد في داخلك الحماس لما تفعل، فلا تجعلها تنطفئ أبدًا.
لا يولد الشغف بالجلوس والتفكير فيما ستحبه أو لا تحبه، الشغف ستصل إليه بالتجريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق